قصة فيلم In the Heat of the Night

In the Heat of the Night الإصدار: 1967

النوع: دراما، جريمة، غموض

الإخراج: نورمان جويسون

مبني على رواية من تأليف جون بول

الجائزة الكبرى: فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عام 1968
ينظر الـيه كـ الأفلام الكلاسيكية ذات التأثير القوي في قضايا التمييز العنصري والعدالة، وصُنف ضمن أهم الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية.

قصة فيلم In the Heat of the Night

تدور أحداث فيلم In the Heat of the Night في بلدة خيالية صغيرة تُدعى سبارتا، تقع في ولاية ميسيسيبي، خلال ستينيات القرن الماضي، وهي فترة كانت لا تزال فيها الولايات الجنوبية للولايات المتحدة غارقة في التوترات العرقية والتحامل العنصري العلني.

تبدأ القصة بجريمة قتل: يُعثر على رجل أبيض ثري يُدعى فيليب كولبير مقتولًا بوحشية بمنتصـف الليل. يُهرع الضابط بيل جيليسبي، رئيس شرطة البلدة العنصري والمتشكك، إلى جمع الأدلة بسرعة. وفي محطة القطار، يُعتقل رجل أسود أنيق يُدعى فيرجيل تيبس، لمجرد كونه غريبًا وفي المكان "الخطأ" بتوقيت "خاطئ".

لكن المفاجأة الصادمة لجليسبي تأتي حين يكتشف أن تيبس ليس فقط بريئًا، بل أيضًا محقق جرائم قتل يعمل لصالح شرطة فيلادلفيا، وينظر الـيه كـ أفضل رجالها. يتلقى الضابط جيليسبي مكالمة من رئيس تيبس تؤكد مكانته، فيُضطر آسفًا للإفراج عنه.

الضحية كان رجلًا جاء للبلدة لافتتاح مصنع كبير كان من المفترض أن يخلق مئات الوظائف ويُحدث تحولًا اقتصاديًا في البلدة. مع غياب الأدلة، يطلب رئيس البلدية من جيليسبي أن يقبل مساعدة تيبس، رغم استياء الضباط والسكان المحليين من رجل أسود "يُملي عليهم" طـريقـة أداء مهامهم.

يتحول الفيلم بعدها إلى تحقيق مشحون سياسيًا وعاطفيًا، حيث يضطر تيبس للعمل وسط عداء عنصري ظاهر وخفي، ويكشف تدريجيًا عن شبكة من الأكاذيب، والفساد، والعلاقات الخفية بين سكان البلدة.

عبر التحليل الجنائي الدقيق والتفكير الحاد، يكتشف تيبس أن الجاني الحقيقي ليس من يُشتبه بهم ظاهريًا، بل شاب أبيض يُدعى سام وود، ضابط شرطة، تربطه علاقة جنسية سرية مع فتاة قاصر، وخشى أن يفتضح أمره على يد الضحية، فارتكب الجريمة بدافع الدفاع عن سمعته.

في المشهد ي، وبعد الكشف عن الجاني، يصافح جيليسبي تيبس قبل مغادرته البلدة، في إيماءة ضمنية إلى بداية تغير داخلي في شخصية رئيس الشرطة، وإن لم يتحول إلى شخص مثالي.
طاقم العمل وتعريفاتهم
سيدني بواتييه – فيرجيل تيبس

مُمثل أمريكي من أصل بهامي، أحد أعمدة السينما الكلاسيكية وأول رجل أسود يفوز بجائزة أوسكار لأفضل ممثل رئيسي (1964). في هذا الفيلم، يجسد شخصية المحقق الذكي، الهادئ، الشجاع في وجه الإذلال اليومي. أداؤه حمل الفيلم بأكمله على كتفيه، بـالاخـص في الجملة الشهيرة:
"They call me Mister Tibbs!"
التي أصبحت رمزًا ثقافيًا لرفض التمييز العنصري.
رود ستيجر – بيل جيليسبي

ممثّل أمريكي حاز على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في هذا الفيلم. يجسد شخصية رئيس شرطة بلدة جنوبية عنصري، قاسٍ من الخارج، لكنه يُظهر تعقيدًا داخليًا ونموًا ملحوظًا خلال الفيلم.
وارن أوتس – سام وود

أدى دور ضابط شرطة بسيط يُشتبه به في البداية، وتتكشف خيوط الجريمة حوله لاحقًا. شخصيته تمثل جانبًا من الانتهازية والخوف في بيئة محافظة.
لي غرانت – السيدة كولبير

أرملة القتيل، وتلعب دورًا صغيرًا ولكنه حاسم، حين تطلب بوضوح من السلطات أن تترك تيبس يُكمل التحقيق، وتُعبر عن انفتاح عاطفي وإنساني يتجاوز الخطوط العرقية.
نورمان جويسون – المخرج

مخرج كندي معروف بميله لمعالجة القضايا الاجتماعية. في هذا الفيلم، جمع بين الواقعية الاجتماعية والبناء البوليسي الذكي، ووجّه نقدًا لاذعًا للعنصرية دون أن يقع في الوعظ.
ستيرلينغ سيلفانت – الكاتب السينمائي

كاتب سيناريو بارز، نجح في تحويل الرواية الأصلية إلى حوار مشدود ومليء بالتوتر الإنساني. كتب من خلال تيبس شخصية لا تُستدر عطف الجمهور، بل تفرض احترامه.
ثيمات الفيلم

العدالة مقابل التحيّز
التحقيق الجنائي يُستخدم كمرآة لفضح التحيز المؤسسي والعنصرية اليومية، حيث يُحتجز رجل لمجرد لون بشرته.

القوة الأخلاقية في مواجهة السلطة الفاسدة
فيرجيل تيبس يمثل النزاهة والمهارة، بينما تُقابله سلطة محلية قائمة على الجهل والافتراضات العرقية.

التحول الشخصي
جيليسبي يتطور من رجل ضيق الأفق إلى شخص يبدأ في التشكك في قناعاته، ويُظهر احترامًا لمحقق أسود، في تحول درامي إنساني.

الكرامة والاحترام
الفيلم لا يُظهر تيبس كضحية، بل كرجل ذو كرامة لا يتنازل عنها أبدًا، ويُجبر الآخرين على التعامل معه بالمثل.

النهاية والانطباع العام

فيلم In the Heat of the Night هو أكثر من فيلم تحقيق؛ هو دراسة اجتماعية غائـره و متجدره عن العرق والسلطة والعدالة داخل قلب أمريكا الستينيات. تميّز ببناء درامي مُحكم، وأداء تمثيلي هائل، ورسائل لا تزال ذات صدى حتى يومنا هذا. ترك تأثيرًا لا يُمحى في وجدان السينما، وأعاد صياغة دور البطل الأسود في السينما الأمريكية.