عثمان ديمبيلي رحلة جناح فرنسي من رين إلى كبار أوروبا


عثمان ديمبيلي، اسم برز في سماء كرة القدم الأوروبية بسرعة البرق، وصار محط أنظار كبار الأندية منذ لحظاته الأولى على المستطيل الأخضر. وُلد ديمبيلي في فرنسا لعائلة من أصول إفريقية، وتميّز منذ نعومة أظافره بمهارات كروية لافتة للنظر، جعلته هدفًا لكشافي المواهب في الأندية الفرنسية. لم تكن بدايته سهلة، لكنه استطاع أن يخطّ لنفسه طريقًا متسارعًا نحو القمة.

بدأ ديمبيلي مسيرته الاحترافية مع نادي رين الفرنسي، وهو أحد الأندية المعروفة بتركيزها على تنمية المواهب الشابة، وهناك أظهر براعة فنية وسرعة مذهلة في مركز الجناح، ما جعله محط اهتمام الأندية الأوروبية الكبرى. لم يحتج اللاعب كثيرًا من الوقت ليثبت نفسه، فانتقل إلى بوروسيا دورتموند الألماني في عام 2016، حيث انفجرت موهبته بشكل أكبر تحت إشراف الجهاز الفني الذي منح الشباب فرصًا حقيقية للتألق.

في دورتموند، اكتسب ديمبيلي خبرة اللعب في المنافسات الأوروبية، وبدأ اسمه يتردد بقوة في الأوساط الكروية. ما يميز ديمبيلي هو قدرته على اللعب بكلتا قدميه، وسرعته في المراوغة، وتمريراته الحاسمة التي تفتح الدفاعات المغلقة. خلال موسم واحد فقط مع النادي الألماني، لفت الأنظار بمستوياته العالية، مما دفع نادي برشلونة الإسباني إلى التعاقد معه في عام 2017 في صفقة ضخمة بلغت 105 ملايين يورو، ليصبح وقتها ثالث أغلى لاعب في التاريخ، إلى جانب النجم الفرنسي بول بوغبا.

الصفقة كانت دلالة على حجم الرهان الذي وضعه برشلونة على جناحه الجديد، خصوصًا بعد رحيل النجم البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان. لكن مشوار ديمبيلي في برشلونة لم يكن سهلاً، إذ تعرض لسلسلة من الإصابات المتكررة التي أثرت على استمراريته ومشاركته المنتظمة. ورغم ذلك، أظهر في العديد من المباريات قدرات لافتة، وسجل أهدافًا حاسمة وساهم في تتويج فريقه بعدة ألقاب محلية.

وبعد سنوات قضاها في إسبانيا، انتقل ديمبيلي إلى نادي باريس سان جيرمان، ليعود إلى اللعب في فرنسا ولكن هذه المرة مع واحد من أكبر أنديتها. في باريس، يُنتظر من ديمبيلي أن يستعيد كامل إمكانياته ويشكّل شراكة هجومية قوية مع نجوم الفريق، مستفيدًا من الأجواء الفنية والتنظيمية التي يوفرها النادي الباريسي.

أما على الصعيد الدولي، فإن ديمبيلي هو أحد العناصر الموهوبة في منتخب فرنسا، وقد شارك مع الديوك في بطولات كبرى، منها كأس العالم 2018 التي تُوّج بها المنتخب الفرنسي، وإن لم يكن له الدور البارز في المباريات النهائية، فإن وجوده ضمن كوكبة من النجوم يؤكد قيمته كلاعب يُعتمد عليه.

في النهاية، تبقى قصة عثمان ديمبيلي مثالاً متضحًا على موهبة فطرية صقلتها التجربة والاحتكاك بـاعلى مستويات الكرة الأوروبية. ورغم التحديات التي واجهته، لا يزال ديمبيلي في عمر يمكّنه من كتابة فصول جديدة من التألق في مسيرته، سواء مع باريس سان جيرمان أو منتخب بلاده. فالجماهير والنقّاد على حـد مماثـل، يترقبون دائمًا ما يمكن لهذا الجناح الطائر أن يقدمه حين يكون في أفضل حالاته.

تعديل

عثمان ديمبيلي رحلة جناح فرنسي من رين إلى كبار أوروبا
أخبار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة لموقع امجدل التعليمي الشامل

Copyright ©2019-2025, medjedel.com