أمير المؤمنين أبو العباس عَبْد الله بن محمد بن علي بن عَبْد الله بن العباس بن عَبْد المُطَّلِب الهاشمي القرشي أول خلفاء بني العباس، تولى حكم الدولة الإسلامية وهو في السادسة والعشرين من عمرِه، وهو الخليفة التاسع عشر من الخلفاء المُسلمين، ويلتقي مع النبي محمد بن عبد الله في جده عبد المطلب، وأمه كانت ريطة الحارثية، وكان مولده بالحميمة من أرض الشراه من البلقاء (في الأردن حاليا) في الشام في أيام حكم الأمويين عام 104 هـ الموافق 721، ونشأ بها حتى أخذ مروان بن محمد أخاه إبراهيم الإمام، فانتقلوا إلى الكوفة التي بويع له فيها بالخلافة بعد مقتل أخيه في حياة مَرَوانَ، وذلك في يوم الجمعة الموافق 12 ربيع الأول 132 هـ الموافق 25 يناير 750، وبذلك تحولت الدعوة العباسية على يديه إلى دولة. واجه محاولات عديدة للخروج عليه، لكنه استطاع أن يقضي عليها جميعها مستعيناً بأبي مُسلم الخُراساني وفئة من أهلِه وعشيرته، وكانوا كثرة، وكان شديد البطش والتنكيل بخصومه، وكان معظم ولاته من أعمامِه وبني أعمامِه. اتخذ من الكوفة عاصمة لدولته في بادئ الأمر ثم تحول عنها إلى الأنبار، ولكن خلافته لم تدم طويلا، حيث توفي بالجدري في الأنبار يوم الأحد الموافق الحادي عشر، وقيل: الثالث عشر من ذي الحجة عام 136 هـ الموافق 754 بعد أربعة أعوام من توليه الخلافة، وقد تزوج من أم سلمة بنت يعقوب المخزومية، وأنجبت له ابنه محمداً وابنته ريطة، وقد جعل أخاه أبا جعفر المنصور ولي عهده، وقد خلفه بالفعل في حكم الدولة العباسية.