
قصة حزينة و مؤثرة عن قلب صغير و قع في حب من لا يملك قلبا
ليلة هادئة تحت ضوء القمر
كانت لونا قطة بيضاء ذات عيون زرقاء لامعة تجلس على سور المنزل تحدق في السماء كانها تبحث عن شيء مفقود .
كانت القطة الاجمل في الحي بفرائها الناعم و صوتها الرقيق الذي يشبه همس الريح .
لكنها لم تكن تعرف شيئا عن الحياة عن الحب عن الالم حتى التقت به .
في تلك الليلة مر من امامها ظل اسود قطة طويلة بعيون خضراء ثاقبة تمشي بثقة كبيرة كبيرة و كبرياء كان العالم كله ملك لها .
رامز القط الغريب الذي لا ينتمي إلى اي مكان و لا يبقى في اي مكان .
ماذا تفعلين هنا و حدك ايتها الجميلة ؟ قال بصوت عميق نبرته تحمل شيئا غامضا جعل قلبها الصغير ينبض بسرعة .
انا فقط اشاهد القمر .
همست بصوت خجول .
ابتسم بخبث و اقترب منها .
لمست انفاسه الدافئة اذنها و همس اجمل من القمر هو ان تخرجي معي هذه الليلة
هروب تحت اضواء المدينة
تجاهلت الخوف الذي دب داخل قلبها و تبعته عبر الازقة الضيقة فوق الاسطح قفزت خلفه كانها مسحورة .
لاول مرة تشعر بالحياة بالإثارة بالقشعريرة التي تسري في جسدها كلما نظر إليها بعينيه المخيفتين .
و صلا إلى حديقة مهجورة حيث العشب الطويل يخفي العالم الحقيقي حيث لا يوجد سوى الظلام و الرغبة و الحرية .
كانت تحدق به و هو مستلق على الارض عيناه تلمعان تحت ضوء المصابيح البعيدة .
شعرها انها ضائعة في عالمه في تلك الليلة التي اقسمت انها ستغير حياتها للابد .
لكنه فجاة و قف .
يجب ان اذهب .
قال بصوت بارد .
ماذا ؟ الآن ؟ لكن! حاولت التمسك به لكنه استدار و توارى في الظلام كما جاء .
لم يلتفت لم يقل و داعا لم يترك لها سوى الفراغ .
البحث عن سراب
و منذ تلك الليلة لم يعد رامز .
بحثت عنه في كل مكان .
في الشوارع بين الازقة في الحديقة المهجورة حيث و عدها ان يكون اللقاء ابديا .
لكنه لم يعد .
كانت تجلس على السور كل ليلة تحدق في المجهول تسال القمر الذي شهد ليلتهما
هل حبني ؟ هل كنت له مجرد نزوة ؟ ام انه خدعني كما يخدع البشر بعضهم البعض ؟
لم تكن تعرف ان القطط لا تشعر بالحب كما تفعل .
لا تعرف الوفاء لا تعرف العهد لا تعرف ان هناك قلوبا تنكسر عندما يرحلون .
و بيوم من الايام لمحته من بعيد لكن بجانبه كانت قطة اخرى .
كانت تموء له تلعب بذيله تلمع عيناها كما كانت عينا لونا تلمعان له ذات يوم .
عندها فهمت الحقيقة .
انا لم اكن سوى قطة اخرى عبرت طريقه لكنه كان كل طريقي .
النهاية و حدها تحت القمر
في تلك الليلة جلست لونا تحت المطر بللت القطرات فراءها الناعم لكنها لم تتحرك .
لم تحاول الهرب .
لاول مرة لم يعد لديها مكان تذهب إليه .
كانت مجرد قطة صغيرة حلمت بشيء اكبر من عالمها فسقطت في و هم الحب و ظلت عالقة هناك إلى الابد .
- النهاية
Developed and implemented by
KICHENE_SAMIR
Copyright ©2019-2025,
medjedel.com
Medjedel@Gmail.com