
ظهرت ميرنا نور الدين على الساحة الفنية في البداية بأدوار صغيرة، لفتت الانتباه بجمالها الهادئ وملامحها الرقيقة التي ساعدتها على تجسيد شخصيات الفتاة البسيطة، الرومانسية، أو الحالمة. لم تعتمد فقط على شكلها الخارجي، بل كانت حريصة منذ اللحظة الأولى على إثبات نفسها كممثلة تمتلك القدرة على تقمص الشخصيات والذوبان فيها، لا مجرد "وجه جميل".
لم تكن ميرنا تسعى للانتشار السريع، بل كانت تختار أعمالها بحذر، تُفضّل أن تُبنى خطواتها على أرض صلبة من التجربة والتعلّم. شاركت في العديد من الأعمال الدرامية التي لم تكن أدوار البطولة فيها من نصيبها، لكنها كانت تعرف أن كل مشهد، مهما كان صغيراً، هو فرصة لإثبات الموهبة.
الانطلاقة الفعلية: من التكرار إلى التميز
شيئاً فشيئاً، بدأت أدوار ميرنا تكبر، وبدأ الجمهور يتذكر اسمها ويربطه بأداء مميز حتى في أصغر الأدوار. وبرزت في أعمال متعددة تنقلت فيها بين أدوار الطيبة والبراءة، ثم بدأت تختبر نفسها في أدوار أكثر عمقاً وتعقيداً. كانت تحرص في كل عمل على أن تترك بصمة، سواء من خلال الأداء الداخلي للشخصية أو من خلال التفاصيل الصغيرة التي تضيفها بروحها كممثلة.
بدأت ميرنا تلفت أنظار المخرجين والمنتجين، وبدأت الأدوار تُعرض عليها لا لأنها جميلة أو مناسبة شكلاً فقط، بل لأنها أصبحت "خياراً فنياً آمناً" لمَن يبحث عن ممثلة موهوبة تُتقن أدواتها.
"كناريا" ومرحلة النضج الفني
لكن يمكن القول إن مشاركتها في مسلسل "فهد البطل" ضمن موسم دراما رمضان 2025، شكّلت نقطة تحوّل بارزة في مسيرتها. شخصية كناريا، الفتاة الشعبية القوية التي تواجه تحديات الحياة بشجاعة، كانت بعيدة تماماً عن شخصية ميرنا في الواقع، وهو ما جعلها تشعر بالخوف في البداية، لكنها خاضت التجربة بشغف.
أداؤها لشخصية كناريا نال إعجاب الجمهور والنقاد، خاصة أنها لم تكتفِ بأداء سطحي للفتاة الشعبية، بل أضفت عليها عمقاً إنسانياً، وجعلت المشاهد يتعاطف معها ويفهم دوافعها رغم بعض المواقف الصعبة التي وضعت نفسها فيها. ميرنا لم تؤدِ دور كناريا... بل عاشت حياتها.
وتؤكد ميرنا أنها كانت تراجع كل مشهد وتنتقد نفسها بشدة، وتقول بصراحة: "أنا الناقد الأول لنفسي، لو شفت مشهد مش عاجبني بقعد ألوم نفسي، وأسأل ليه عملت كده؟". هذا الصدق في التعامل مع الذات يفسّر لماذا باتت تُصنّف اليوم بين الممثلات اللاتي يسعين لتقديم نوعية فنية حقيقية.
الجدل... لا مفر منه
وكغيرها من النجمات الشابات، لم تسلم ميرنا من الشائعات. أبرزها كانت تلك التي ربطتها بالفنان أحمد العوضي بعد طلاقه من النجمة ياسمين عبد العزيز، وذلك عقب مشاركتهما معاً في بطولة مسلسل "فهد البطل". لكن ميرنا قررت مواجهة الشائعات بهدوء، ونفت كل ما تردد حول وجود علاقة، مؤكدة أن ما يجمعها بالعوضي لا يتجاوز حدود العمل الفني.
وكان لافتاً كيف تعاملت مع الشائعة، فقد اختارت أن توضح بهدوء، من دون إثارة أو تصعيد، مؤكدة أن "اللي بيزيد عن حده بيبقى مزعج"، وأنها لن ترد على كل إشاعة تُطلق في الفضاء الإلكتروني.
ميرنا... ما وراء الكاميرا
خلف الكاميرا، تبدو ميرنا شخصية بسيطة، قريبة من الناس، تحب متابعة ردود الفعل وتسمع للجمهور، سواء كان ناقداً أو مشيداً. هي ليست من النوع الذي ينعزل عن الواقع، بل تحرص على أن تفهم الناس وتشاركهم آرائهم حتى تستطيع أن تطوّر نفسها كممثلة.
كما تعكس تصريحاتها وعلاقاتها في الوسط الفني سلوكاً ناضجاً ومحترفاً. لا تسعى إلى الصدام أو إلى اختلاق العناوين، بل تدع أعمالها تتحدث عنها. وربما هذا ما يجعلها مفضلة لدى صناع الدراما، إذ تجمع بين الالتزام، والموهبة، والقدرة على التطور.
المستقبل أمامها
ميرنا نور الدين لم تصل بعد إلى قمة الهرم الفني، لكنها تسير في طريقها بثقة كبيرة وهدوء. الأدوار التي تؤديها تصبح مع كل عمل أكثر نضجاً، وأكثر اختلافاً. لديها الإمكانيات لأن تكون من نجمات الصف الأول، شرط أن تحافظ على اختياراتها الدقيقة، وتستمر في التعامل مع المهنة بنفس الشغف والصدق الذي بدأت به.
في زمن يسعى فيه كثيرون إلى النجومية بأي ثمن، تبقى ميرنا نور الدين نموذجاً للفنانة التي تعرف أن "الرحلة" أهم من "اللحظة"، وأن كل دور تتقنه هو حجر جديد في بناء اسمها.
Developed and implemented by
KICHENE_SAMIR
Copyright ©2019-2025,
medjedel.com
Medjedel@Gmail.com